نظريات جمالية ذات قيمة عالية بصرياً في أعمال الفنان محمد أسعد سموقان

with No Comments

يُقدم الفنان التشكيلي «محمد أسعد سموقان» Muhammad Assaad Samokan حكايات جمالية في لوحات تضج بالحياة وفق نظريات جمالية ذات قيمة عالية بصرياً، فسيكولوجيا الألوان تنطلق من الطبيعة وعناصرها المرئية التي تشكّل نوعاً من ترجمة المعنى في فهم نظرية الألوان التي يسعى لتطويرها مع الخطوط في فضاءات متخيّلة، وبتطور محسوس إدراكيا من خلال التوازنات التي يحبكها وفق تصوراته الخاصة، وبدمج يعتمد على تجربة اللون الطبيعي بعيداً عن تكوين الضوء ومؤثراته، فقواعد المزج اللوني هي مرحلة بصرية تعتمد على نكهة الطبيعة في أعماله بإستثناء بعض الألوان الأساسية، ومؤثراتها من حيث التحليل الانطباعي لجوهر اللون وماهيته، وكيفية ترجمته جماليا في رسومات تنبع من مخزون لحضارات فنية في لوحات تميل الى الحس البيئي، والاتصال بالطبيعة والنبات والأشجار والحيوانات، وبواقع مغاير بين الألوان والأشكال وحتى بين الوجوه. إذ يربط الفنان «محمد سموقان» بين ما يحيط به من ألوان وأشكال وخطوط، وبين ماهية الطبيعة وقوتها في المحافظة على الجمال الذي يبحث عنه بمتعة البُعد التاريخي، وبتطورات الأشكال من حولنا، بتوزيع حسي ذي إيقاع عميق وغير متكرر في درجات تختلف بين علو وانخفاض أو مد طويل أو قصير، وكأنه يحتفظ بصوت الطبيعة في ألوانه المتجذرة في الأشجار أو لون الأرض، لخلق تأثيرات على ظل الألوان في أوقات مختلفة من التكوين الطبيعي الذي يمارسه لتوسيع المخيّلة، وللمغامرة في حصول درجات للألوان يلعب في تغميقها، لتوحي بالمعنى الذي يبحث عنه وفق تكنيك الطبيعة والإنسان والحيوان والأشياء من حولنا. فهو كالباحث على الجنة في أرض لوحة يمدّها برؤيته التي لم يبعد عنها شاقولية بصرية دعمها بالألوان وفروقاتها، وبالمقاييس الكبيرة التي تحتاج لتوازنات مختلفة، وبقوة التعبير الجمالي الذي لا يخلو من ألوان العاطفة المتأثّرة إنسانيا بتحليلات نابعة من ثقافته الروحانية في حب الطبيعة والجمال. فهل من عين للمشاعر اللونية يمتلكها الفنان في ريشته؟ أم أن للألوان أصواتها الخاصة التي تجذب الرغبة في استكشاف الألوان الجديدة التي تولد في كل لوحة؟


تخضع النظرة الجمالية في أعمال الفنان «محمد سموقان» لأبسط أشكال التعبير الدراماتيكي الحي، الناتج عن استخراج مكنون الحياة من كل ما هو نابض بالجمال، وبكل ما يمثل استمرارية الليل والنهار، والحياة والموت، والخير والشر، لتنشأ قوة الخيال من الواقع اللامرئي في لوحة تمثل مشهداً حياتيا بغض النظر إن كان وجها لقطة أو لكلب أو تعبيرات مختلفة لمعاني يغوص فيها بحثاً عن مفاتيح ألوانها أو الأحرى هوية تشكيلية يمنحها للوحته التي تشكّل نوعا من حضارة فنية يغمرها بتفاصيل رمزية لها معانيها المختلفة، والمؤثرة على العمق اللوني أو على الظل أو بمعنى آخر، مؤثرات تغميق الألوان على الظل أو على منح الرؤية نوعا من الاحساس بما هو غائر على سطح لوحة، وان ضمن درجات بسيطة، لكنها توحي بالمعاناة الوجودية لكل أشكال الطبيعة على الأرض، وبالتالي القدرة على إظهار أسلوبية الحياة المتجددة دائما مع كل الفصول، وخاصة الفصول اللونية في أعمال «سموقان» الزاخرة بالتساؤلات والتأملات، والغارقة بالكثير من علامات الإستفهام وألوانه الداكنة تحديداً لما تحمله من دلالات مستوحاة من الثقافة التي تختزنها خطوطه القادرة على ترجمة الأحاسيس العاطفية تحديداً أو تلك المرتبطة بمسيرة الحياة على الأرض، كقوة الطبيعة في التجدّد بعد الذبول أو كألوان فصل الربيع بعد شتاء اكفهرت فيه الألوان، بل وتجمدت فيه حركة الألوان لتنبعث وتظهر أهمية اللون في الحياة بمختلف حالاتها. فهل تعتمد لوحات الفنان محمد سموقان على النبض البصري للألوان ومعانيها المختلفة؟ أم أن الحركة التكوينية ما بين البورتريه وما هو شاقولي هي طبيعة تتكاثر فصولها في لوحات؟

ضحى عبدالرؤوف المل

Leave a Reply