حاورته : ضحى عبدالرؤوف المل
تصاحب التعبيرات نوعا من الطابع الايديولوجي والاجتماعي والسياسي .ألا ينجو الاستخدام الفني في الرسم من الغايات هذه ؟
– لكل مجتمع ما. أو لكل مجموعة من الشعوب سياسة أو نمط في العيش يختلف فيما بينها بأسلوب الحياة وطريقة التفكير. ولكن معظم المجتمعات اجتمعت ضمن نسق محدد وتوافقت على عدد من الأسس والقوانين والانظمة. ولقد شكلت الحالة الإسلامية نموذجا منفرداً. بانتسابها اإسلام المحمدي الاصيل. وهذا ما يشكل فيها العنصر الجذاب لكل فرد بحسب اتجاهاته وميوله. وبالتالي فإن الفن هنا أحد أهم العناصر التي تشكل انعكاساً لها من هنا نقول بأنه ليس فقط لا ينجو بل لا بد أن يتأثر الفن بالاجتماع والايديولوجيا والسياسة.
تقدم في لوحاتك توليفة فنية وخطوط عمل تترجم من خلالها رؤيتك الدينية التراثية والاخرى التي تستبطنها وفق اتجاهات اخرى لماذا؟
في مواقف كثيرة. بل لعله في مختلف مواقف حياتنا تشكل الفطرة منطلقاً أساسياً لنا اضافة الى ما تربينا عليه منذ نعومة اظافرنا وبالتالي فإن كل لوحة فنية أعلق عليها هي ترجمة حقيقية لما سبق ذكره وبما أننا أصحاب الفطرة السليمة بإذن الله وبما أننا تربينا على العيش البسيط وفكرة الانتصار التي أحياها الإمام الخميني( قدس) بناء على ذلك. كان لا بد لإعمالي أن تكون صورة واضحة لهذا الواقع . وأن يتمكن المشاهد لها من أن يقرأ فيها تاريخ أمتي وواقعي بكل سلاسة ووضوح.
تتعدد المعاني بين التاريخ والأدب والفنون التشكيلية مع تضمين انعكاسي للوحة عن مقامات روحية تتركها بين الألوان ما رأيك؟
– ريشتي هي سلاحي الذي أقاوم به . وهي قلم الأدب. ألواني هي الحروف التي أعبر بها عن الحالة التي أعيشها روحياً ونفسيا واجتماعيا وكل لوحة هي تغبير عن فكرةما. فيستطيع المتصفح للوحاتي مثلا أن يقرأ حالتي النفسية المنفرجة والمكفهرة او الفرحة او الحزينة الثائرة او المنكسرة. وهذا ما تحكيه الألوان ويحكيه تمازجها من توازنها او طغيانها احدها على الآخر.
حساسية الفن المقاوم أو الأدب المقاوم كما هو الحال بالنسبة لأشكال المقاومة التي شهدناها في الغرب ورسوماته ..هل اعتبر لوحاتك كذلك وما الذي تحاول اظهاره في لوحاتك؟
– “الفن المقاوم” هو ساحة جهاد حقيقية. ولقد أغنيت ساحتي هذه بالكثير من اللوحات التي تحاكي الواقع المقاوم . ولعلني لا أبالغ إذا قلت بأنني أعثر على نفسي عندما ارسم لوحات من هذا النوع . واجد نفسي مقاوما بريشتي للاحتلال ولفكرة الاضطهاد ومدافعاً شرساً عن الحرية والجهاد حتى الحصول عليها، وهذا كله يتجلى في الكثير الكثير من لوحاتي .
يساهم الفن والأدب في تأكيد الهوية الجماعية لفئات معينة هل تؤكد على هوية لوحاتك التشكيلية عاشوريا ببصمة خاصة او تنتمي للفن بشكل عام؟
– عاشوراء هي الملهم الروحي. التي نستلهم منها القوة والعبرة والعزيمة. والثورة على الطغيان والظلم. ولعلي ما يميزني هو طغيان الطابع العاشورائي على لوحاتي. فأجد نفسي مبدعاً في رسمها ولأنني اعيشها وأغوص في أعماق نفسي عندما ابدأ برسم لوحة عاشورائية. أنا كفنان ارسم في مختلف المجالات . ولكن يمكن القول بكل بساطة أن للوحاتي هوية أساسية هي عاشوراء
الفنان علي صادق وتأثره بالبيئة الفنية التراثية وبالفن ذي الرؤية الخاصة ما رأيك؟
– بالتأكيد كما قلت سابقاً فإني أرسم التراث وأحاول أن احيي تقاليد وعادات واسلوب حياة اختفت تفاصيلها الى حد ما ، وبالتالي أحاول من خلال لوحاتي أن اسلط الضوء على جمال تراثنا وبيئتنا وبساطتها وعفويتها وبعدها عن التكليف .
Leave a Reply