شكّل الخط العربي منعرجا في تاريخ الفنون البصرية العربية والإسلامية من حيث التطوّر ومن ناحية القيم الجمالية والفنية التي استدرجت التفكير في المواكبة والتفاعل مع لغة العصر حيث انتقلت بالفنون إلى مسارات حداثية جديدة وتطوّرات ابتكارية في الأسلوب والخامة والوسائط لتتوافق لغتها البصرية مع اللغة الفنية الجديدة ومع تقنيات الدمج والتفاعل مع الصورة الرقمية والفتوغرافيا والمفاهيمية وفنون الفيديو التي تحوّلت من اللوحة الخطيّة إلى اللوحة الحروفية، التي نجحت في تشكيل لغة عالمية التصوّرات البحثية وهي تخرج بالحرف من سلطة النص إلى حرية الفضاء التعبيري وتقمّص الدور الرمزي بالانتقال من المقروء إلى المرئي الإيحائي.
*وجيه نحلة
وهو ما طوّر المنجز الحروفي وانتقل به نحو اللوحة التشكيلية ليكون أحد عناصرها التحليلية والموضوعية في الترتيب التعبيري والقيمة الجمالية.
*يعقوب الكردي
فهي كمنجز فني يرتكز على اللغة أولا وعلى الحرف بالأساس تعبّر عن معاني الانتماء والتواصل مع العالم الإسلامي بروحانياته وعمق التكوين البصري بينه وبين العالم وهو ما دعا بيكاسو لاعتباره عمقا جماليا ولغة بصرية سابقة لعصرها وقابلة للتطوّر بمرونة.
*عدنان يحيى
فالحروفية التي تشكّلت من خلالها اللوحة تعني استلهام الحرف والتعامل مع اللغة بصريا كعنصر فني أو مادّة، وهذه التجربة لم تكن بمحض تجريبي تأثّر بالابتكارات الأولى التي صاغها المستشرق “بول كلي” ليؤسّس لتصورات بصرية جديدة.
*إبراهيم أبو طوق
فقد بدأت في الأربعينات لتغمر التجربة كل الشرق تعمّقت في السبعينات كمسار بحثي فني وتصوّر مستحدث يفعّل حضور الحرف في العمل التشكيلي أضفى تصنيفات بحثية في عمقه كموروث طيّع قابل للتجديد ومعالجة التصورات التعبيرية الواقعية ومواكبة الابتكارات والمفاهيم الفكرية والفلسفية للقيم الجمالية والفنية بمختلف أساليبها التشكيلية.
فقد أشار الناقد والباحث شربل داغر إلى أن الحروفية هي ردّة فعل على الفن الغربي وتأثره بالطبيعة باعتبار أن دمج الحرف، فيه الكثير من البحث عن الجذور والانتماء والخصوصية الشرقية، ما مكّن من تحويره إلى الفن التشكيلي وتوظيف الحرف والتعامل معه كعلامة ومحتوى وإيحاء ومضمون طيّع ومتلائم مع طبيعة الأساليب الفنية.
*صالح الهجر
فالحرف العربي له حضوره القوي وانتماؤه الجمالي الذي أخذ بعين الاعتبار الفضاء والمرحلة والتكوين والانسان والتفاعل مع البيئة والعناصر الجمالية في إيقاعها وزخرفتها وفي بنائها وتجسيدها وتشكّلها وفي تشبّعه بالمعنى الوصفي والاندماج اللوني مع الصيغ والأساليب التشكيلية التي حوّلته نحو التخصّص والخصوصية الحروفية، بحيث استطاعت أن تكوّن لها مسارا تشكيليا توغّل في ذهنية البناء وحسية التواصل ورمزية الدلالة، خاصة وأن الحرف تحوّل إلى إشارة انتمائية للفكر والتاريخ والتراث والحضارة والموقف والقضايا، كما أصبح له دلالة في توظيف المنجزات البصرية التي يقدّمها المستشرقون الجدد أو المستغربون أي الفنانين العرب الذين استقروا في الدول الغربية وتعايشوا مع ثقافتها ليتشكّل لديهم المفهوم المبني على ثنائية الانتماء الثقافي فكان الحرف الملاذ التعبيري لتنفيذ صيغة فعلية للتعبير عن ذلك الانتماء.
*بثينة ملحم
فالتطوّرات الفنية والتقنيات المعاصرة لم تكن حاجزا أمام الحرف للاندماج ولم تقف على نقطة التراث وتكراره بل فعّلته بنشاط أدائي مع الأساليب الفنية تجريد هندسة مفاهيمية تركيب واقعية ليتحمل في مشهدها تنوّعا اندمج في دلالاته مع الوسائط.
*خالد ترقلي أبو الهول
فالحضور البصري مؤثّر في البناء بالحرف كقاعدة أساسية حوّلته إلى وسيط إبلاغي استطاع خلق الألفة الفهمية بين الفنان والعمل والمتلقي من حيث التناغم الإيقاعي والروحانيات الحسية التي منحت العمل جدية استطاعت مخاطبة الذائقة المعاصرة والتراث وبالتالي كانت المحاكات متوازنة بين المعنى والصورة كما أن تشبّع الحرف باللون كانت له قابليّته الجمالية في اكتمال التشكّل المعنوي وفق الخطوط وانحناءاتها والحواف وهندساتها وتناغماتها مع الحقول اللونية الكثيفة والمتداخلة.
*عدنان المصري
*الأعمال المرفقة:
متحف فرحات الفن من أجل الإنسانية
Farhat Art Museum Collections
Leave a Reply